بِلَادٌ تُعِدُ حَقَائِبَهَا للرَحِيلْ.. وَلَيْسَ هُنَاكَ رَصِيفٌ ..وَلَيْسَ هُنَاكَ قِطَارْ

الثلاثاء، 17 مارس 2009

بيتنا الذي لم يقصف ..!


في أول أيام الحرب .. كنتُ في الجامعه ، وساد التوتر بالجامعه حتى أن بعض الفتيات بدأنّ بالبكاء والهروب من الجامعه ، لم ا:ن خيراً منهن ..

ولكن لآ أستطيع ان أظهر دمعه ..!

المهم .. حمدتُ الله عز وجلّ أن حمى الله أبي واخي وباقي أفراد العائلة ..

بدأت في اليوم التالي الاسطوانات من الجيش الاسرائيلي بالاتصال على كل من اسمه فلسطيني وتحذيره من التعامل مع الحركة الاسلاميه حماس

وبدأت الاتصالات من بعض أشخاص من بلاد عربيه .. جزى الله من أراد لنا النصر كل خير ..

المهم أتصل الجيش الاسرائييلي وأخيراً .. ليخبرنا أن البيت مهدد بالقصف ويجب إخلاؤه فوراً ..

هُنا لم يخبرني أحد بذلك ..

ومضت أول ايام بدون اي مقومات للحياة .. لآ ماء ، لآ كهرباء ، لآ خبز ، ولآ غاز ، طبعاً ولآ نت ، أه ونسيت أن اقول ولآ شبكة اتصال !

حتى شحن لبطارية الجوال لم يكن آنذاك .. لم يكن غيرنا بأحسن من حالنا ..

إستيقظتُ من النوم .. ليقول لي أخي الصغير ..

نور بتعرفي انو اليهود اتصلوا ع ابويا وقالوا البيت بدو ينقصف واخلوا

طبعاً شيء رائع جداً .. أن نكون ممن يرهبون العدو فيختارونَ قصف بيتنا لآجل أننا إرهابيين !

وبدأت الخوف يتسرب لقلبي ، أنام وحدي في غرفتي ، بلآ أنيس ولآ أحد ، كانت والدتي تطالبني بالنوم في غرفة الصغار

لكني كنتُ أرفض

كنتُ أفكر من اين سيأتي القصف من أي شباك .. وماذا سيفعل الصاروخ بجسدي .. لعله يمزقني أشلاء فلا يعرفوني إلآ من مكان نومي !

وظللتُ أتخيل أشلائي متناثرة .. وبدأتُ حينما شحنتُ بطاريتي بالمسجد من خلال موتور ع الكاز أرسل رسائل لكل من أعرف مفادُها ..

سامحوني إن رحلت .. فلستُ أملكُ روحي .. فبأي لحظات قد أرحل بلا عودة ..

فسامحوني ..

نستيقظ لنصلي الفجر ، نسخن الماء على بابور الكاز .. طبعاً البابور أصبحَ مشهوراً عندنا هههههه

وحياتنا بين نوم وصلاة وتجمع في المساء في غرفه واحده أنا وجميع أهلي ..

كنا ننضم في هذه الغرفة لآننا لآ نريد لآحد أن يموت ويترك الباقي بحسرة

أو أن يموت الجميع ويبقى احدنا متحسراً على أهله ..

كنتُ أدُسُ نفسي بالقرب من امي وأسألها أن تدعو أن نموت معاً .. شهداء

خصوصاً أن أرحل معهم ولآ أبقى وحدي ..!

ولكن كانت هذه الجلسات من أجملِ الجلسات والتجمعات .. نتحدث عن القصف ونسمع للراديو عن طريق البطاريات .. ونشرب الشاي ..

ونتذكر أيام الطفوله ..

المجاهدين منعوا أي أحد يسير بعد صلاة المغرب في الشوارع حفاظاً على سلامة الجميع ، ولكي يسلموا من العملاء

فكان المسجد يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء

ونصلي أنا وامي والصغار في البيت

كُنا نصلي على الميعاد من أول ما يقول الله أكبر نبدأ بالركض والوضوء .. كنتُ أحبُ أن أبقى على طهارة

كي إذا ما قصفونا نموت طاهرين .. وكنتُ ألبسُ الحجاب في الليل أغلب الوقت .. إلى أن مللتُ وأنا أنتظر متى يقصفوا البيت ..

ولم يقصفوه !

أستغرب لم لم يقصفوه على رؤسنا ؟

ما حد يحسد البيت بلاش ينقصف ههههههه

بعد صلاة الفجر نبدأ بالعمل .. أخوتي الثلاثه يذهبون لينطروا على مخبز الخُبز .. طبعاً طابور يصل لحوالي ثلاثمئة رجل ومئتان إمرأة على الأقل ..

وبعد ساعات لربما كنا ننتظر في بعض الأحيان لحوالي خمس ساعات أو أ:ثر من أجل رغيف خبز

ولم يكن لدينا طحيناً .. ولآ ماء

فيخرج أخوتي لطلب الخبز ، والماء من اسفل العمارة والحمد لله ان كنا نجد الماء ولكن بمرارة

ياااه كانت أيام ..

وانتهت الحرب وصرنا نبحث عن غاز طبخ .. غاز الميثان ولكن لآ غاز !

إلى اليوم بعض العائلات لآ تملك غاز أليس كذلك يا ايمان ؟

لدي الكثير من الحديث عن بيتنا الذي لم يقصف .. بالمناسبة الكثير من الاشخاص تم الاتصال بهم والقول لهم بأنه يجب الاخلاء من البيت

لآنه يراد أن يقصف .. ونريد لكم السلامة لذلك إخلوا المنزل

لكن لم يقصفوا هذه المنازل

ولو أن أهل هذه البيوت استمعوا للجيش وخرجوا من بيوتهم .. لذلوا وهانوا وما عرفوا كيف يعيشون

أهم شيء أن تجد المأوى الذي تعيش به .. وإذا ما وجدنا المؤى فالأولى الموت على الحياة

أعان الله من فقدوا منازلهم .. ومن فقدوا أبناءهم .. وعوائلهم ..

والحمدُ لله على نعمة الرباط في هذه الأرض المباركة

لآ .. ولن تتمكن اسرائيل من نزع الصبر والثبات والعزة من قلوبنا وأشهدُ أن لا إله إلأ الله .. محمد رسول الله

الأحد، 15 مارس 2009

ل صمت الجثامين وجع ..

بَيْنَ أحْضَآنِ قَتْلَكِ لِيْ أَدْمَعْتِنيّْ يَآ أنْتِ وَلمْ يَشْفَعَ لِيْ عِنْدَكِ مَضْيَعَتِيْ لِقَلْبِيْ بِحُبْكِ

***

أبكتني هذه الكلمات حتى ظننتُ أنه بحق ليس لديَّ قلب ..

في هذه اللحظات حينما كنتُ أجلس على الجهاز ، او خلف الشاشة

وقرأتُ هذه الكلمات ظللتُ واجمة ودموعي تتساقط .. لم أنتبه لصديقتي روان التي بدأت تحدثني بهذه العبارة ..

بشو مشغوله بس ما يكون بالصيانه يا حجة ..

فقلتُ أجل .. بصيانة قلبي ..

وبدأتُ أتحدثُ لروان عن هذا القلب القاسي الذي أمتلكهُ ..

إلى ان سألتُها ..

روان بصراحة .. أنا قلبي قاسي ؟ أنا اتعبت من قلبي ؟ حاسة ما عندي قلب ..

فقالت نور .. وحدثتني أنها عرفت طبعي فأحبته ، ولكن من لم يعرفني يعرف فيّ قسوتي في احايين كثيرة

خففت عني الكثير من الذي كان يعتلي قلبي

لكن لآزلتُ أشكُ هل لديَّ قلب ..؟

وإن كان ليسَ موجوداً كما يدعي البعض .. لِمَ أنا أبكي الآن ..

أعتذر لكَ .. ولكِ .. ولهم .. وللجميع ..

وليت لي قلب طيب كما لكم ..

وليتَني أستطيع أن اصلح قلبي وأقوم بعمل الصيانه لهُ

لآزال قلبي مقفل للصيانه ..

أستمع الآن لموسيقى صمت الجثامين .. لكي أشعر أن لديّ قلب !

بكفي والله تعبت .. منك يا قلب


هُوَ الوداع لآ سواه


قال الشاعر ثُمَ رَحل ..









وَدَعتُه وَبُوُدي لَو يُوَدِعُني .. صَفوَ الحَياةِ وَأنِي لآ أُوَدِعُهُ ...

وَكَم تَشبَثَ بي يَومَ الرَحيِلِ ضُحى.. وَأدمُعي مُستَهِلاتٌ وَأَدمُعُه

..

في الحياة .. نقابل أشخاص كُثر ، منهم من نحب ، ومنهم من نبغض ..

ومنهم من نعشق ونتعلق بهم ..

لكن فجأة وبدون مقدمات .. نكون اثنان .. فنصبح واحد !!

كالوردتان كانتا اثنتان وأصبحتا واحد !

رغماً عنا في بعض الأحيان نفارقُ من نُحِب .. ربما هي الظروف ، وربما أمور أخرى لآ ندركها إلا حينما تأتي ..

تواعدنا على أن لآ نفترق ..

لكن بالرغمِ من ذلك .. تحاملتُ على نفسي وابتعدت .. لم أدرك أن طعم الفراق سيكون مر .. إلا حينما فارقت ..

لستُ أدري ما بي الآن .. سوى أن آلاماً لآ تحصى بداخلي تبكي ..

لعل الفراق كان مؤلماً .. إلى حد البكاء كأن شيئاً ما فيّ يواسيني .. لكن كلي ألم ..

لعلنا نلتقي في الربيع قبلَ أن ينتهي !

ماذا في الحرب .. مشاهد أم صمت ؟


ماذا في الحرب ؟؟

بصراحة شجية وحزينه ، أثناء الحرب لم يكن لدي تلفاز لكي أنظر للمشاهد كما ينظر لها باقي العالم ،

ولم يكن لدينا ايضاً كهرباء
فبهذا وهذا غابت عنا مشاهد المجازر التي حدثت ،

ولكن بعد الحرب خرجتُ وعائلتي لننظر إلى ما حدث في شمال غزة ، وفي وسط غزة ..


يبدو لي أنني رأيتُ زلزالاً أو أكبر من زلزال فالذي حدث كان اصعب من أن اصفه بكلمات ..

ربما أنتم رأيم ذلك على الشاشه
لن اتحدث عن أثناء الحرب ولأن لديّ حديثاً طويلاً سأتحدثُ به فيما بعد ..

البارحة في الليل بداتُ أتجول في صفحات النت أبحث عن صور ولقطات عن الذي حدث ..

لكن قلبي لم يحتمل جميع المناظر ولا أستطيع أن انظر لها لذلك بدأتُ اقلبُ المشاهد بسرعه

كي لآ يقع بصري على مشهد ليتقطع قلبي حسرة .. فقط جمعتُ بعضَ الصور ..

كنتُ أتمنى أثناء رحلتي التي ذهبتُ بها الي تلك المناطق وشاهدتُ بأمِ عيني أن التقط الصور لكن لم يكن بيدي أي كاميرا

..
الآن .. بدأ الاستهداف بكل شيء اسمه فلسطيني .. بغض النظر عن الفصائل السياسية ..

فهذا منطق اسرائيل حينما تكون متخوفه من فلسطين .. تحاول أن تتهجم على كل شيء سواء حجر أو طفل أو سياسي كبير



يا الله حتى المساجد ما سلمت .. ولآ حتى أهل المساجد .. وحفظة القرءان

والذي يغيظ بحق أنني في إحدى المرات كنتُ أستمعُ إلى إذاعة صوت اسرائيل ..

وقالت فيما أذكر أن استهداف المساجد يأتي بسبب ان في المساجد يخبأ الارهابيين السلاح ...!!!!


علامات استفهام كبيرة .. نحنُ ارهابيين ..؟؟؟

فليقولوا ما يقولوا .. نحنُ أصحابُ حق ندافع عنهُ وإن كُنا في نظرهم ارهابيين ...




من المحزن أن نرى شهيداً رحل بهذا الشكل ..


لعل هذه الصورة شاهد على قصف صهيوني غادر بأكثر من صاروخين ..





لن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ..

ونشكر من رفع صوته وقال أريدُ أن أجاهد مع أهلِ غزة ولكن ..

تعلمون ما الذي يمنعه .. أليس كذلك ؟

الجمعة، 13 مارس 2009

بُركَان مٍن وَرَق ..




بركان من ورق ..

سيدي ..

بكاك الحبرُ

بكاكَ القلم ..

بكتكَ أوراقي البيضاء

التي وعدتُها أن أكتب الحكايه للأبد

بكاك دفتري الأزرق

وأسنان قلمي الرُصاصي ..

لم تقرأ منه ولا صفحة ..

أتُحبُ أن أكتبَ لك الآن ..

ماذا خلف الأزرق ؟

وماذا بين حروف الرصاص التي رُصتْ ؟

أوراقي ما عادت تحتمل ألهجران ..

أيامي معك على الورق

لم تنتهي بعد

كما أنني لم أنتهي من كتابة نهاية الخبر ..!



رحلَ الذينَ شِغافُ القلبِ تعشقهم ..



من أصعب ما في هذه الدنيا أن تودع رجلاً .. خاض المعارك .. وسجل البطولات .. لكنه رحل ..

لآ لم يرحل رحيل الجبناء .. بل رحل ملبياً نداء الشهادة والاستشهاد

رحمكَ الله يا أيها المجاهد الصنديد .. نور

هكذا في معركة الفرقان رحل .. بيد غدر صهيونيه أبت إلا أن يكون رحيلهَ مراً

أتركُ الصورة لتظهر كيف رحلَ .. عزيزاً ساكناً .. فرحاً وقوراً

فليرحمك الله

نم ضاحكاً قرير العين





الخميس، 12 مارس 2009

وداعًا .. وها أنتَ تكتُبُ صَكَ الوفاه ..

وداعًا يا مُحَمَد ...

أربعة عشر عاما لم أرك فيها قط

أربعة عشر عاما وانا لا اعرفك

ولا

بالصدفة رأيتك

وأنت

أنت في غزة ، وأنا في غزة

وأنت

أنت إبن عمي يا محمد


سرقتك منا يد الغدر اليهودية

سرقت منك

أحلام الطفولة

وايام الشباب التي لم تعشها

لم لأعرفك

وعرفتك فجاة

ما أقسى دنيانا يا محمد

أنا افكر فيك ، أفكر في استشهادك

في وصيتك قبل موتك

أو كنت تدري أنك ميت

لم لم تأتي لتخبرني

فأودعك وأراك لاول مرة في عمري

أتقبل يا رفيقي

وأنا ابنة عمك

أن أرك بعد موتك ،، بالصورة فقط

أعرفك صورة ، أعرفك طفلا غادر الى الابد ولن يعد

وداعا يا ابن عمي

سأقولها كثيرا بعد موتك (( ابن عمي ))

وانا ما لفظتها قبل موتك

ها أنت تصنع الالم في قلبي بفقدك ، وعزائي

انك في أمان الله وحفظه

دنيانا يا رفيقي مظلمة

كظلمتها حين انقطاع التيار في اخر الليل

او حتى في النهار

وداعا يا رفيقي

الذي لم ارافقه في حياته

فرافقتك بعد موتك بمناجاتي

وداعا يا ابن عمي

ارجو ان يصبر الله قلب امك وابيك

على مصابهم بك وبأخيك

عسى ان تكون الان رضيت عني