بِلَادٌ تُعِدُ حَقَائِبَهَا للرَحِيلْ.. وَلَيْسَ هُنَاكَ رَصِيفٌ ..وَلَيْسَ هُنَاكَ قِطَارْ

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

الوطن شطر القلوب..بسكاكين الجغرافيا

الوطن شطر القلوب..بسكاكين الجغرافيا




هذا الوطن المشطور.. الممزق بأيدينا، الكبير بقلوبنا، هذا الوطن العالق في أذهاننا، بجنوبه بشماله بشرقه، وبغربه حيث نعيش، هذا الوطن الذي جعلنا ندرك أننا بحاجة إلي زواياه، والي ذاكرة شارعه، ليقول لنا من نحن..

هذا الوطن الذي يذكرني بك، ويذكرني بأن حكاية الورق التي عشناها برهة من الزمان انتهت، يذكرني دائما أننا قسمنا قلوبنا لشطرين كما هو مقسوم، شطر هُناك حيث تقطن، وشطر عندي حيث أنا أقطن..

وعندما نلخص حكايتنا، لشارع المدينة الكبير الذي لم يجهز بعد، وللبحر الذي ينتظر مرورنا عليه ليكبر، لا نجد ما نلخص به حكايتنا.. سنلخص ماذا؟


وجعنا؟ شوقنا؟ رحلتك في قلبي؟ أم سنلخص قبلاتنا على القبر؟ نعم لقد قبرنا هذا الشوق، قبرنا هذا الحب، قبرناه وهو جنينًا.. خشينا منه نحنُ الاثنان أن يكبر، خشينا منه إن أصبح طفلًا.. خشينا على هذا الحب أن يصبح رضيعًا، ويكبر، ويمشي على أقدامه.. ثم يدرك أن نهايته الموت حتمًا..

قبرنا حكايتنا حيث نحن.. لأن هذا الوطن المشطور نصفين، يشطرنا نحنُ أيضا، لأن شيئا ما حتمًا سيأتي من أجل أن ينهي حكايتنا حتى وإن بقيت في حيز مغلق أنا وأنت فيه، سيأتي من سيمحوني من ذاكرتك، ولكنه لن يأتي.. من يمحوك من ذاكرتي، من تفاصيلي، من أشيائي، من وطني، لأنك وطني.. شمسي.. وتاريخي المشرد.

السبت، 22 أكتوبر 2011

اكتوبر..شهر الموت أم شهر الحياة؟؟

اكتوبر..شهر الموت أم شهر الحياة؟؟

اكتوبر.. شهر الموت أم شهر الحياة؟؟ لا أدري أشياء تنذر أنه شهر الموت، وأشياء أخرى تنذر أنه شهر الحياة..

وما بين الحياة والموت.. خيوط كثيرة متشابكة.. قد أفهمها أنا أنها حياة، ويفهمها البعض أنها موت..!

أنيس منصور الكاتب المصري، الذي زين بكتاباته عقلي، وجعلني أحب القراءة، مات.. مات في 20 أكتوبر.. شيء ما يجعلني أأسف.. وأتحسر..

ولكنني أشعر أن مع موته سيعيش أكثر بكتبه.. عمره الزمني ممتد بعمق كتاباته..


القذافي قُتلَ.. كانت نهايته على أيدي شعبه، وأبناء جلدته، لكنها نهاية كل من طغى، وعلى وتجبر، أحزنني أن يموت آلاف من الرجال من أجل عرش رجل واحد.. لكنه بالنهاية قُتل.. ليدفع جزءا من الدم المتعلق برقبته.. جزءا بسيطًا.. سيدفع من بعده أبناءه جزءا آخر.. لكنه لن يدفئ قلوب من ترملوا وثكلوا وفقدوا آباءهم وأخوانهم..!

أشعر أن بموته كانت حياة لليبيا بكاملها.. إنها حياة جديدة بتفاصيل حديثة..

وفي شهر الموت وشهر الحياة..

خرج الأسرى من بين القبور أحياء، كانوا في أكفان الأسر، وبدؤوا بحياة جديدة، بنكهة ومذاق أشهى، عادوا حيثُ الأهل والأبناء.. ولكن ما أحزنني بحق.. أولئك الذين لازالوا في حياة الموت ينتظرون شهر جديد ينذر بحياة جديدة..

أولئك القابعين خلف جدر الموت.. مكفنين بأكفان الحياة، ممزقين بدموع الأسر.. يا ربي هل هذا شهر الموت..؟؟ بالنسبة لهم..؟ أم شهر الحياة لغيرهم، وشهر الأمل لهم؟؟

هذا الشهر شهر الموت وشهر الحياة.. كان له معي أيضًا حكاية.. لكنني أُجزم أن هذا الشهر بكل تقلباته.. كان موتًا بنكهة مرة المذاق، وكان حياة بنكهة عذبة المذاق.. نكهتان ممتزجتان بنفس القدر في نفس الطبق، نأكله بنفس اليد، نتجرعه، نحزن ونفرح.. ويبقى شهر أكتوبر شهر للأمل.. ومشروع قادم للتفاؤل..

السبت، 8 أكتوبر 2011

ذاكرة الجسد



ذاكرة الجسد







خرجت لي أحلام من تحت الماء الأزرق كسمكة دولفين جميلة وشربت معي فنجان قهوة وجسدها يقطر ماءً..




هكذا قال نزار قباني حينما انتهى من قراءة رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي..




لقد أنفقتُ من وقتي الكثير..




لأقرأ أربعمائة صفحة.. يهذي بها رجل في الخمسين مبتور اليد اليسرى، عاش الثورة والتحم بالألم الجزائري، يتحدث عن حبه لمدينته الجزائرية وعشقه لفتاة صغيرة تزوجت أخيرا برجل بنفس عمره ولكن بثروة مادية ما كان هو ليمتلكها..




رجل مبتور اليد اليسرى لكنه صاحب تجربة فنية رائعة جدا..انه يرسم بإحساسه بعشقه مدينته المهجر منها..




هاجرها قسرًا.. أو اختيارًا هذا لا يهم..




المهم هو أنني وأنا أقرأها..أصبحت لدي شهية للرسم




وأصبحت لدي شهية أيضًا لقراءة كتاب من الشعر..




الرواية بحد ذاتها في نظري ليست رواية لمعرفة الأحداث وحل العقدة وبالنهاية يأتيك الحل.. إنها هذيان رجل..أكثر ما يكون أن تكون حوار رجل مع صفحات الكتاب، إنها مجموعة مذكرات لرجل خمسيني..شهواني..فيه جنون الثورة، جنون العشق..لقد أحسن العشق..رجل عاش بعيدا عن الأسرة، عاش وحيدا..وعاد لمدينته الأولى..ليعيش وحيدا في مكان يذكره بكل شيء..




ها أنا أنتهي من قراءتها..بعد قرابة خمسة أيام..




لأول مرة أطيل قراءة رواية..




ولكنها ليست رواية..هي شعر مكتوب..هي أسطورة لمدينة، رسوم ترتسم على شكل سطور..جعلتني الرواية أقرأها بعناية..وأن أتصور أحداث الجزائر آلامها أحلامها سكانها فجورها.. وأشياء أكثر




ولكنها أفقدتني الشهية لقراءة جديدة لأحلام..قد لا يكون هذا مهما..المهم أنني الآن أريد أن ألتهم قراءة كتاب جديد..لكاتب آخر..بعيدا عن هذيان العشق...

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

الحنين ببعض الفلسفة..




عندما يصبح أحد ما ملهمتك في الكتابة..
ويصبح شيئا ما هو الذي يدعوك لتكتب، لتملأ البياض بالأسود..
شيء ما نسميه حنين..
آه هو الحنين..
ما هو تعريف الحنين ببعض الفلسفة..؟
أهناك من عرفه..؟ قبلي؟





سأعرفه بطريقتي ..أن تتوحد مع روحك وفجأة لا تجدها
أن تشتاق لأن تلمس قلبك فلا تجده..
أن تحتضن صدرك فيحزن
أن تغني فيخرج صوت من داخلك صوت مضى وسمعته من قبل يغني
أعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود
سأعطيك وغني.. فأين أنت يا صاحب ذاك الصوت؟ يأتيني فيفزعني.. يجردني من اشتياقي ليقلبه حنينا..
حنينا لعودة الماضي.. لا اشتياقا لمستقبل معك
فقط أنا الآن أحن لعودة تلك الأيام، ولو على شريط مسجل من الذكريات..
أحن لتلك اللحظات التي كنتُ أخاف نهايتها وجاءت كبرق، كشعاع شمس في يوم شتائي قارص..
أحنُ أجنُ.. وهل حنين درويش لقهوة أمه، لخبزها، كان شوقا للمستقبل بأن يجلس بالقرب من أمه وهي تصنع الخبز؟
انه حنين لتلك الأيام التي قضاها مع أمه.. يحن الي تلك اللحظات التي لو تكرم الزمان وجمعهما معا فلن يكون بنفس لذة تلك الأيام..لأن الأشياء اختلفت..والزمن تغير..وأمه كبرت..وما عادت تستطيع صنع أشياءها التي تحبها بنفس القدرة وبنفس المزاج..

السبت، 1 أكتوبر 2011

يابحر وين البحار؟

على شاطئ البحر وحدي وقفت، أراقب إخوتي الأربعة وهم يسبحون ويتصارخون ويغنون، النجوم ترقص أيضًا في السماء، صوت غناء كاظم الساهر يصدح من هاتفي النقال، ويختلط بصوت أمواج البحر..يغني أريد أبكي على صدرك مشتهي النوح..
لا أشعر بمن حولي، جلست على الصخرة، في وسط لسان البحر، على شاطئ البستان، لا أتذكر أنني في هذا اليوم تحدثت، طول الوقت صامته، أصابتني هذه الأيام موجة من الهدوء والصمت، ضجيج إخوتي يعلو.. ينادون عليَّ.. يقتربون مني، طلبوا مني تصويرهم، صورت ولم تظهر سوى صور سوداء.. لعدم وجود انارة..
نور السفن من وسط البحر يظهر، كنجوم تتلألأ في البحر، لا يوجد في الليلة قمر، ولا بدر، لأن اليوم التاريخ 28 الشهر، أشعر بتعب ونعاس وضيق شديد..
عدنا إلى البستان، جلسنا على الطاولات، لعبت في جوالي تململت، شعرت بأنني أختنق وأضيق أكثر، طلبت من أخي أن نمشي معا على البحر..


وجدتُ بعدها أنني معه أسير وهو يتحدث وأنا استمع، قال لي قصصا، وقال لي حكايات، وأنا فقط استمع مرت ساعة كاملة علينا.. عدنا مجددا حيث الأهل..
صوت ما من داخلي يقول تعبت تعبت تعبت.. تذكرتُك..نعم، وتذكرت يوم أن سمعت صوت البحر وأنت هناك وأنا في البيت..عدنا الي البيت.. وجلست أكتب مذكرتي وكانت بعنوانك انت .. ترى كيف أنت؟

الأحد، 25 سبتمبر 2011

عندما أصاب بالاكتئاب..





عندما أصاب بالاكتئاب..
















أتاكد أنه ليس هناك شيء يمكنه إخراجي من هذا الاكتئاب إلا إذا سرتُ ليلا.. دون أن يرافقني أحد..
أسير لمدة ساعة كاملة..لا أحدث أحدا، ولا أتحدث مع نفسي.. أيضا
فقط أصمت وأنظر في وجوه الناس، في زوايا الشوارع.. في البيوت، في المحلات التجارة..
في وجه طفل يضحك.. في وجه طفلة تبكي، في وجه أطفال يتسابقون ليلا نحو البيت..
ألبس حذاء في قدمي، خفيف كأنني أسير حافية القدمين، آخذ دوش قبل خروجي، وأرتدي لباسا يشعرني بالفرح.. ويظهرني بمظهر أنيق وجذاب..
أخرج.. من المنزل دون مرافقة أحد..
أركب سيارة، نعم لأنني لا أريد أن أتأخر كثيرا عن المنزل.. أصل الي الرمال، أبدأ بممارسة المشي..
أسير.. وحدي..بدون حديث مع نفسي.
أنظر أتأمل.. أخرج الطاقة السلبية من داخلي..
أضع جوالي على التوقيت وأحتسب الوقت.. وحده يحسب لي لأنني لن أسير أكثر من ساعة..
سرت في شارع الرمال، الساعة الآن السابعة مساءا, هو وقت متأخر.. لأن التوقيت توقيت شتوي..
انتهيت من شارع الرمال الرئيس..
الآن أنا أسير في شارع فلسطين.. الشارع الممتد الطويل، يمتلأ بالناس، بالمحلات التجارية، شارع جميل..
أهرب الآن من زحمة السيارات.. إلى شارع فرعي آخر.. ممتد طويل..
يوصلني إلى شارع الوحدة..
الآن أنا أقف في آخر شارع فلسطين مفترق شارع الوحدة.. على يميني مكتبة وعلى يساري أيضا مكتبة في شارع الوحدة مدرسة بشير الريس، مدرسة ثانوية للبنات..
أتقدم أكثر وأسير، وأكمل الطريق.. الشارع هاديء جدا..
ولا أحد فيه طبعا أنا لا أسير في شارع الوحدة بل الشارع الممتد طولا...
اتحرك بسرعة وتقودني قدماي لأسرع أكثر، شيء ما ينتابني
الخوف.. الحزن.. الألم.. اضطراب دقات القلب..
أمسك هاتفي.. أريد أن أتصل.. أنظر إلى هاتفي، أمسح جبيني بمنديل من الورق.. أتراجع قليلا.. وأضع هاتفي في جيبي.. وأقول لا لن أتصل بأحد..
أواصل المسير.. ها أنا وصلت إلى المقبرة.. حيث دفنت خالتي ابن عمي ابن عمتي.. جدتي.. الكثيرين ممن رحلوا.. ترى متى سآتي بجواركم.. هل أنتم الآن سعداء..؟؟
أسرع الخطى.. ها أنا أتقدم من منزل صديقتي روان.. أراه أبتسم، أفكر هل أقوم بشراء علبة كولا.. أشربها وأنا أسير.. لأن الشارع لا يحوي الكثير من الناس فلن يراني أحد..
لكنني أستمر في السير..

ب
عد ربع ساعة اقتربت من المنزل.. ها أنا على أعتاب المصعد الكهربائي.. العرق يتصبب من وجهي، أمسح وجهي.. وأكرر الضغط على زر المصعد الكهربائي..
يصعد الآن الدرجات الأبعة شاب طويل صغير السن، فأجد نفسي أترك المصعد له، وأتابع الصعود أنا على درجات السلم.. أفتح كشاف جوالي، وأنظر على السلم لكي لا تتعثر قدماي.. أقف على باب المنزل وأنا ألهث.. يدي على المقبض.. ويدي على هاتفي أنظر كم مر من الوقت..
ساعة إلا عشر دقائق.. أبتسم، أوقف العداد.. ثُمَّ أفتح باب المنزل.. وأدخل.
لا أحد في غرفة الضيافة سوى محمد، أقول السلام عليكم..
أتقدم أخلع حذائي أضعه في الخزانة.. وأدخل غرفتي، أفتح الشبابيك، وأغلق الباب والستائر، أفتح الاضاءة والمروحة الهوائية على أعلى درجة.. أرفع غطاء الرأس.. أرتمي على السرير وأنام..

22_8_2011

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

بعدما انتحرت الفتاة الجميلة المهذبة:



بعدما انتحرت الفتاة الجميلة المهذبة:

عامًا خلفه عام، بحثوا عنها في كل مكان، لم يعثروا عليها، وعندما ملوا من البحث، كانت هي قد عادت إلى غرفتها، وتجلس على سريرها بصمت، كان الهواء يتسرب من نافذة الغرفة التي تطل على الحديقة المقابلة للمنزل..
عاد الأب حزينًا يبحث في باحات البيت بين الأشجار، بين الكتب والأقلام، بين الكلمات، عله يجد شيئا ما يدله على مكان ذهبت اليه ابنته، البنت الجميلة المهذبة..
وعندما ملت السيدة العجوز من البحث عن ابنتها في المطبخ بين الملاعق والفناجين، كانت كلما وقفت على شيء قالت: لقد صنعت لنا يوما حلوى أتذكرون طعمها، فيصمت الجميع..
وتجد كوبا جميلا بلونها المفضل الأحمر.. فتصرخ ها هو كوبها لم ذهبت وتركته..؟ كيف تركت كوبها ورحلت كانت تحبه كثيررا..
جلس الجميع أخيرا في غرفة الفتاة الجميلة المهذبة، ينظرون إلى سريرها وهي تنظر إليهم، كانت طيفًا مر في يوم الخميس على البيت فشعروا بوحشة فقدهم لإبنتهم ، فجلسوا يبحثون عنها، وهي تراقبهم بهدوء الأرواح، وعندما بكت الأم هربت روح الفتاة الجميلة المهذبة




..بكت الأم لأنها تذكرت الحادث المؤسف الذي ذهبت فيه ابنتها الجميلة إلى القبر، وبقيت روحها متعلقه بأرواحهم، وبقي الاهل لهذا اليوم وحتى وأنا أكتب الكلمات يبحثون عن روح ابنتهم في طيات الكتب، وبين الكلمات، بين سطور المذكرات، بين أدوات المطبخ، ومذاق الحلوى التي يوما ما صنعتها لهم، وبقي الجميع ليومنا هذا يذكرون رائحة عطرها الجميل قامتها الممشوقة وطيبة قلبها وعيونها الحزينة..
نور كمال
الخميس
8_9_2011

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

أحلام أنثى..

أحلام أنثى..

عندما غابت الشمس، توفي زوجها في تلك اللحظة، فأصبحت وحيدة، ليس لها إلا الحُزن، الخوف من الآتي،
وعندما أشرقت الشمس في العام الذي ولى العام الذي توفي فيه زوجها، أصبحت زوجة لرجل آخر..
زوج لا تحبه، ولا تعرفه، يرتدي وجهًا قبيحًا، لا يضحك،لا يبتسم، فقط يجلس يطلب منها أن تتمدد على السرير صامته، ويتركها بعد أن ينتهي من شهوته ويخرج غير سائل عليها..
هي فقدت إحساسها بأنوثتها، بقلبها، وأصبحت تعيش لتبكي، وتبكي لتعيش، أخذت حبوب النوم لتنسى وتنام، علها تجد في نومها حلما دافئا ينسيها همها، أو شيئا جميلا أملا حبا، أو هاتفا في المنام من زوجها الذي توفى..
لكنها لا تجد سوى هذا الزوج الذي تكره العيش معه يأتيها فيضربها كفًا على وجهها، ويطلب منها أن تحضر لهُ طعام العشاء..
فإذا ما أكل هرب لزوجته الأخرى.. تاركًا خلفهُ أنثى تتألم، تبكي، تسقط على رصيف الأرض، وجعًا وكمدًا...
تمتد الأيام، بطولها، بعرضها، بقسوتها، فتترك الأنثى، أشياءها في المنزل وتهرب إلى أحضان القبور، تبحث عن زوجها الذي توفي تاركًا خلفهُ ضلعًا مكسورا، وجناحًا مقصوصًا، لا يستطيع التحليق، أو الطيران في عالم البشر وحيدًا..
تركت ديارها، بلادها، أهلها، زوجها الوحش، وهربت لمقابر الميتين، ونامت بوداعة الأنثى فوق قبر زوجها.. باكية.. وحالما اشرقت الشمس، كانت هي.. ودعت الدنيا وابتسمت للقبر...

نور كمال.
1_9_2011
ثالث أيام عيد الفطر المبارك.. كل عام وانتم بخير.

الخميس، 18 أغسطس 2011

قبل الوداع.. هناك دائما صمت وخفقان


تمتلئ في قلوبنا المشاعر تجاههم ولكننا نقف عاجزين على أن ننبس ببنت شفة، لظروف كثيرة تحيط بنا، لأسباب كثيرة تمنعنا من البوح لهم بمشاعرنا الجميلة تجاههم..

هكذا تمضي الأيام، تمر سريعة، ويرحلون من حياتنا دون أن يدركوا حجم شوقنا لهم، حجم حبنا لهم، حجم الذكريات التي نحفظها لهم..
وقبل رحيلهم بدقائق قليلة.. يسألوننا هل نريد منهم شيء..؟
هل نحب أن نقول الكلمة الأخيرة..؟

قبل وداعهم.. ينظرون في عيوننا علهم يكتشفون حجم الحب.. ولكن لا مجال ليكتشفوه أبدا..
فيرحلون.. ظانين أننا لا نحمل أية مشاعر لهم، أو كأنهم أشخاص عاديون في حياتنا..
عيوننا تنطق حبا
قلوبنا تنطق شوقا
وضميرنا ينطق تأنيبا لماذا لم نخبرهم عن الحقيقة...
ولكن..إذا هم لم يكتشفوا، حالة الحزن على فقدهم
وإذا هم لم يكتشفوا أنَّ اهتمامنا بكل تفاصيل حياتهم هو حُب..
وإذا لم يكتشفوا أن سؤالنا عنهم كل يوم هو حالة شوق
فلم نخبرهم...!؟
فليرحلوا.. سنعتاد غيابهم
فليذهبوا.. فطالما اعتاد هذا القلب على الوحدة
فليتركونا نعاني.. لأنهم لم يخلقوا ليشاركونا معاناتنا
فليتركونا لأحزاننا.. فهم لم يعتادوا على سؤالنا عن أحزاننا
فليرحلوا .. فليذهبوا.. فليوصدوا كل الطرق، كل الأبواب.. سنتعلم ألا نحلم بعدهم
سنتعلم ألا نفكر بهم بعدهم
سنتعلم ألا نشغل بالنا بقلوبهم الميتة..
وسأبقى... أصمت أمام المشاعر ولا أبوح بها
نور كمال

السبت، 30 يوليو 2011

تخرج.. من قوقعة الحزن

حلم التخرج حلم يرادوني منذ أول يوم كنتُ فيه بالجامعة كنتُ أحلم بالامتياز، وأن أتخرج بثلاث سنوات ونصف وأدرس بعدها مباشرة دبلوم تربية.
ولكن الآن بعد أربع سنوات أنا لم أتخرج.. جميع دفعتي ومن كانوا يوما على نفس المقاعد تخرجوا اليوم، إلا أنا بقيتُ دونهم أحاول تجميع أوراقي لأنهي دراستي بخمس سنوات مع دبلوم التربية ..أربعة بكالوريوس والخامسة تربية.
لم أحلم قط ذات يوم أن أصبح مدرسة، ولو أصبح هذا الشيء واقع فلن أتذمر ، على أية حال أي إنسان يريد التخرج يحلم بعده ويتطلع إلى عمل شريف حتى ولو كان على حساب ضغط الدم والسكر والجلطة من هذا العمل.

في العام السابق أصابني اليأس الحزن والقنوط، الهم والتعب، أصابني اكتئاب فظيع ولم أكن أستطيع أن أذهب لجامعتي لحضور المحاضرات، كنتُ إذا ما ذهبت لا أحضر سوى محاضرة من أصل خمس وأعود للمنزل بكل اكتئاب وهم، كنتُ أحمل همًا فوق احتمالي وكنتُ أخافُ من التخرج والجلوس في البيت، كنتُ أخافُ من الحصول على معدل منخفض بسبب حالة الاكتئاب، فما كان مني إلا أن نسحبت من واحد وعشرين ساعة كنتُ على وشك انهائها، واحد وعشرون ساعة كانت ستجعلني اتخرج كما كنتُ أريد بثلاث سنوات ونصف..

قبل الاختبارات النهائية بثلاث أسابيع جلستُ على شاشة الحاسوب أنظر للمواد بألم وحسرة وضغطت زر الانسحاب وذهبت للقبول ووقعت على انسحاب كامل من فصل كامل ها أنا ذا أدفع ثمن تسرعي بتأخري عن التخرج..

محبطة كنت في ذالك الوقت، وكل معاني اليأس كانت تخبطني من كل جانب، وهكذا جلستُ في ذلك الفصل في البيت الجميع يكمل دراسته إلا أنا.. الجميع لديه اختبارات الا أنا .. الجميع أنهى دراسته إلا أنا..

نادمة نعم
آكلُ نفسي حسرة نعم
عاقبتُ نفسي نعم
والآن الآن أشعر أن الذي حدث أعطاني دفعة للتقدم والنجاح دفعة للسيطرة على أعصابي واكتئابي.. وها أنا عدتُ لمقاعد الدراسة بقوة ولكن متشربة بحسرة وندم.

لن أسجل في حفلة تخرج هذا هو عقاب نفسي لأني أعرف كم أنا أتشوق لأن أتخرج، نعم سأتخرج ولكن دون احتفال..

الاثنين، 25 أبريل 2011

ليس مهمًا أن أتكلم إنَّ الصمت جميل جدًا


ليس مهمًا أن أتكلم إنَّ الصمت جميل جدًا

مثل ملايين الأحلام

فاحتمليني يا سيدتي

حين أكونُ .. حزينًا

أو منطويا..

أو مكتئبا ...!!

هذه الأبيات تشكل نفسي الحالية، بحاجة إلى من يستوعب صمتي، ضيقي، حزني، كآبتي

الأبيات كهبها نزار قباني في الماضي ، حينما تحدث عن حالة حزن أو اكتئاب وطلب من الأخرى أن تفهمه

ولكنني أنا أحاول أن ألمس من يشعر بإحساسي المشغول اثمكتئب الحزين المكهرب

ليس بي ما أتشكى منه إني أتشكى اشتياقي .. هكذا يقول بيت الشعر

ولكني أقول : ليس بي ما اتشكى منه إني اتشكى أحزاني

ربما عليَّ أن أرتب أولويااتي ، أفكر بشكل أصح، أغير أفكاري، اتجاهاتي، وأغير من حالة اكتئابي

لكني أستغرب كيف يتغير شعور الاكتئاب واسبابه لا أستطيع نفيها عن تفكيري

اكتئاب .. حالة تعتريني وأشتكي منها

الأربعاء، 6 أبريل 2011

مهنة امتهان النفس ..


كنتُ قد استيقظتُ باكرة رغم أني نمتُ في وقت متأخر، وقفتُ أمام المرآة ألفُ غطاء الرأس، المرآة تجاور باب البيت، والساعة تجاوزت الثامنة والنصف تقريبا، ولم يتبقَ إلا خمس دقائق لأخرج إلى جامعتي..
سمعتُ صوت أطفال صغار، وكان المنزل يغط بهدوء فلا أحد فيه إلا أنا وأمي التي كانت تنام، نظرتُ من عدسة الباب إلى الخارج لأعرف مصدر الصوت، فإذا بي أجدُ منظرًا أزعجني كثيرا وأحزنني في ذات الوقت.

طفلان لا يتجاوز الواحد منهم عمر الحادية عشرة من عمره، يقفان أمام كيس القمامة أكرمكم الله ويحاولون فتحه والتفتيش فيه عن شيء قد يستفيدوا منه..
لكن الكيس مع الصبي لم يفتح فاقترب منه وقام بفتحه بفمه..
لم أستطع أن أحتمل رؤية المنظر أكثر من هذا فبادرتُ بالعودة إلى المرآة لألقي نظرة أخيرة على وجهي لأخرج..
سمعتُ صوت الصبي يقترب أكثر فإذا به يقول لصاحبه: تعال نأخذه معنا خوف أن يراهم أحد..
حملتُ كتبي وحقيبتي ثم خرجتُ بعد خمس دقائق ألقيتُ نظرة على الباب وكان كأن شيئًا لم يكن، آثرتُ أن أنزل هذه المرة على الأدراج، بدل أن أستقل المصعد الكهربائي آملةً أن أراهما، ولكنني لم أرى أحدًا..

ظلت المشاهد عن عيني لا تغيب، لم أخبر أحدا بما رأيت سوى صديقتي..

حينما خرجتُ في أحد الأيام مبكرة ، كانت الساعة قد قاربت على السادسة والنصف من ذلك الصباح، حينما رأيتُ رجلا طاعنًا في السن يرتدي ثيابًا رثة، ويجلسُ في مجمع النفايات أعزكم الله يبحث عن شيء ربما يبحث عن حديد وبلاستيك ومعه ابنه الصغير يجر عربة ويأخذ من والده بعض القطع التي يتحصل عليها من مكان لا أستطيع أن أصف بشاعته ومدى اشمئزاز نفسي منه.

ترى هل وصل حد الفقر في هؤلاء الناس إلى ارتياد مثل هذه الأماكن لسد حاجة الجوع وكسب بعض الشواكل التي نصرفها نحنُ بدقيقة واحدة حينما نشتري قطعة حلوى ناكلها بدقائق محدودة ..!
لم هذا الرجل الذي يمتهن مهنة تكسبه سيرة سيئة ووضع مهين وحالة رثة لا يبحث عن عمل شريف حتى ولو كان أن يصبَّ الشاي للناس في الشارع..!؟

هل يعني الفقر الذل والمهانة والعيش على امتهان النفس والأولاد من أجل لقمة عيش ..!
أنا لا أدري حقًا ما أقول .. فالحديث عن هكذا منظر قد أثار في نفسي الكثير من الحزن والألم وأيضًا الغضب من هكذا امتهان ..
هذا المشهد رأيتُهُ كثيرا في كل شارع، في الصباح وفي المساء، وفي أثناء ركوب السيارة والسير على الأقدام، بالتأكيد أغلبنا شاهد مثل هذه المناظر ولا أدري حقًا أأسف بسبب الفقر أم أأسف لأن هؤلاء لم يبحثوا عن عمل شريف ونظيف بمعنى هذه الكلمة..


الأحد، 20 مارس 2011

ضيق وقت ..

كنتُ أكتبُ في كل يوم على الفلاش الذي أحمله دائما معي أينما ذهبت، قصاصاتي التي سأدونها هُنا على المدونة..
وكنتُ بالذات اليوم سأنشر موضوعًا، كتبتُه أمس..
ولكنني نسيت أين وضعت الفلاش..
ولم يكن باستطاعتي الآن كتابة أي قصاصة لضيق الوقت وانشغال تفكيري بالمحاضرة التي بدأت منذُ عشر دقائق..
لي عودة بالتأكيد

الثلاثاء، 8 مارس 2011

ترفق ..

ترفق فليس الجميع قلوبهم قوية، ويحتملون الصد والعذاب..

ترفق فليست كل القلوب تتقبل الكذب والخداع..

ترفق فلستُ أعلنُ انكساري ولكنَّ الحنين هو انكسار..

ترفق فليس هذا معناه أني تعبتُ.. ولكني مللتُ الاختباء خلف جدار الكبرياء..

ترفق فكل لفافات السجائر انتهت، وبقي في الصدر يُلهبُ قلبي الدخان..

ترفق .. مازالت لي القدرة على التذكر وحفظ الأماكن والأشياء..

ترفق .. سمها محض كلمات بدون حبر وبدون أوراق..


الأربعاء، 2 مارس 2011

في الجامعة..

في الجامعة مشوار أربع سنوات، أضفتُ لها أيضًا عام، فأصبحت خمسُ سنوات،قضيتُ شطرها بألم، والشطر الآخر بفرح، وانقضت، بإثارة الآلام، وفي الأخرى رتابة الأيام..
في الجامعة ترى أشياء عجب، وترى ألوان الطيف جميعها، وترى الجميل والقبيح، الطويل والقصير، الفقير والغني، المغترب والمقيم، الذكي والغبي، الذي يعتني بنفسه والذي لا يهتم، ترى طبقات كبرى، وعيون ساحرة، وأخرى ذابلة، ترى فيها أشياء حقًا عجيبة..
لستُ ممن يحبون الحضور والغياب، وجمعٌ غفير مثلي، والأكثر يحبونه بشدة، ربما لأنه يعطيهم العشر درجات، أما أنا فكنتُ أخاف هذه العشر درجات، لأنني كنتُ أعلم أنني لن أحصل ربما إلا على الثماني درجات.
في الجامعة، أصوات عديدة، نغمات ونظرات، همسات، ومحادثات..
في الجامعة شيء ما دائما يتكرر، ويتجدد وكأنه شيء جديد، رغم أنهن كلهنَّ إناث، الوجوه في اليوم الواحد تتغير وتتبدل، وترتدي آخر النهار، وجها مليئا بالمسحوقات، والألوان، وتحت العيون يرتسم السواد.
في الجامعة ليس شيئا غريب أن توقف الدكتور أمام جميع الطالبات وتحمل ورقة وكتاب وتسأله عن سؤال غبي فقط لمجرد أنك تريد أن تأخذ من وقته جزيئات..
وكان بإمكانك أن تسأله في المحاضرة، ولكن لكي تثبت للآخرين أنك قادر على إيقافه في وسط الزحام ، وأنك تثرثر معه وتصاحبه وتصادقه ايضًا .. فكل الكلام مباح ومجاز.
المتدينة التي ترى نفسها الأفضل من بيننا، والتي جاءت إلى الجامعة لتنفلت أيضا ترى نفسها شيئا لامعا، كلهم في نفس الوقت يرون أنفسهم لهم الحق في كل كلمة، وسطر، وسؤال..!
في الجامعة ترى المكتبة تضيق من الزحام في أول الفصل لشراء الكتب، وفي آخر الفصل لتصوير الأوراق وطباعة الأبحاث..!
في الجامعة لابد أن ترى واحدة تتطفل عليك وتسألك سؤلاً لم تكن لتتوقعه أبدان فمثلاً .. ما اسم ماركة الحذاء..!
في الجامعة..لازال هناك البقية في الكلام..