بِلَادٌ تُعِدُ حَقَائِبَهَا للرَحِيلْ.. وَلَيْسَ هُنَاكَ رَصِيفٌ ..وَلَيْسَ هُنَاكَ قِطَارْ

الاثنين، 25 أبريل 2011

ليس مهمًا أن أتكلم إنَّ الصمت جميل جدًا


ليس مهمًا أن أتكلم إنَّ الصمت جميل جدًا

مثل ملايين الأحلام

فاحتمليني يا سيدتي

حين أكونُ .. حزينًا

أو منطويا..

أو مكتئبا ...!!

هذه الأبيات تشكل نفسي الحالية، بحاجة إلى من يستوعب صمتي، ضيقي، حزني، كآبتي

الأبيات كهبها نزار قباني في الماضي ، حينما تحدث عن حالة حزن أو اكتئاب وطلب من الأخرى أن تفهمه

ولكنني أنا أحاول أن ألمس من يشعر بإحساسي المشغول اثمكتئب الحزين المكهرب

ليس بي ما أتشكى منه إني أتشكى اشتياقي .. هكذا يقول بيت الشعر

ولكني أقول : ليس بي ما اتشكى منه إني اتشكى أحزاني

ربما عليَّ أن أرتب أولويااتي ، أفكر بشكل أصح، أغير أفكاري، اتجاهاتي، وأغير من حالة اكتئابي

لكني أستغرب كيف يتغير شعور الاكتئاب واسبابه لا أستطيع نفيها عن تفكيري

اكتئاب .. حالة تعتريني وأشتكي منها

الأربعاء، 6 أبريل 2011

مهنة امتهان النفس ..


كنتُ قد استيقظتُ باكرة رغم أني نمتُ في وقت متأخر، وقفتُ أمام المرآة ألفُ غطاء الرأس، المرآة تجاور باب البيت، والساعة تجاوزت الثامنة والنصف تقريبا، ولم يتبقَ إلا خمس دقائق لأخرج إلى جامعتي..
سمعتُ صوت أطفال صغار، وكان المنزل يغط بهدوء فلا أحد فيه إلا أنا وأمي التي كانت تنام، نظرتُ من عدسة الباب إلى الخارج لأعرف مصدر الصوت، فإذا بي أجدُ منظرًا أزعجني كثيرا وأحزنني في ذات الوقت.

طفلان لا يتجاوز الواحد منهم عمر الحادية عشرة من عمره، يقفان أمام كيس القمامة أكرمكم الله ويحاولون فتحه والتفتيش فيه عن شيء قد يستفيدوا منه..
لكن الكيس مع الصبي لم يفتح فاقترب منه وقام بفتحه بفمه..
لم أستطع أن أحتمل رؤية المنظر أكثر من هذا فبادرتُ بالعودة إلى المرآة لألقي نظرة أخيرة على وجهي لأخرج..
سمعتُ صوت الصبي يقترب أكثر فإذا به يقول لصاحبه: تعال نأخذه معنا خوف أن يراهم أحد..
حملتُ كتبي وحقيبتي ثم خرجتُ بعد خمس دقائق ألقيتُ نظرة على الباب وكان كأن شيئًا لم يكن، آثرتُ أن أنزل هذه المرة على الأدراج، بدل أن أستقل المصعد الكهربائي آملةً أن أراهما، ولكنني لم أرى أحدًا..

ظلت المشاهد عن عيني لا تغيب، لم أخبر أحدا بما رأيت سوى صديقتي..

حينما خرجتُ في أحد الأيام مبكرة ، كانت الساعة قد قاربت على السادسة والنصف من ذلك الصباح، حينما رأيتُ رجلا طاعنًا في السن يرتدي ثيابًا رثة، ويجلسُ في مجمع النفايات أعزكم الله يبحث عن شيء ربما يبحث عن حديد وبلاستيك ومعه ابنه الصغير يجر عربة ويأخذ من والده بعض القطع التي يتحصل عليها من مكان لا أستطيع أن أصف بشاعته ومدى اشمئزاز نفسي منه.

ترى هل وصل حد الفقر في هؤلاء الناس إلى ارتياد مثل هذه الأماكن لسد حاجة الجوع وكسب بعض الشواكل التي نصرفها نحنُ بدقيقة واحدة حينما نشتري قطعة حلوى ناكلها بدقائق محدودة ..!
لم هذا الرجل الذي يمتهن مهنة تكسبه سيرة سيئة ووضع مهين وحالة رثة لا يبحث عن عمل شريف حتى ولو كان أن يصبَّ الشاي للناس في الشارع..!؟

هل يعني الفقر الذل والمهانة والعيش على امتهان النفس والأولاد من أجل لقمة عيش ..!
أنا لا أدري حقًا ما أقول .. فالحديث عن هكذا منظر قد أثار في نفسي الكثير من الحزن والألم وأيضًا الغضب من هكذا امتهان ..
هذا المشهد رأيتُهُ كثيرا في كل شارع، في الصباح وفي المساء، وفي أثناء ركوب السيارة والسير على الأقدام، بالتأكيد أغلبنا شاهد مثل هذه المناظر ولا أدري حقًا أأسف بسبب الفقر أم أأسف لأن هؤلاء لم يبحثوا عن عمل شريف ونظيف بمعنى هذه الكلمة..