بِلَادٌ تُعِدُ حَقَائِبَهَا للرَحِيلْ.. وَلَيْسَ هُنَاكَ رَصِيفٌ ..وَلَيْسَ هُنَاكَ قِطَارْ

الأحد، 25 سبتمبر 2011

عندما أصاب بالاكتئاب..





عندما أصاب بالاكتئاب..
















أتاكد أنه ليس هناك شيء يمكنه إخراجي من هذا الاكتئاب إلا إذا سرتُ ليلا.. دون أن يرافقني أحد..
أسير لمدة ساعة كاملة..لا أحدث أحدا، ولا أتحدث مع نفسي.. أيضا
فقط أصمت وأنظر في وجوه الناس، في زوايا الشوارع.. في البيوت، في المحلات التجارة..
في وجه طفل يضحك.. في وجه طفلة تبكي، في وجه أطفال يتسابقون ليلا نحو البيت..
ألبس حذاء في قدمي، خفيف كأنني أسير حافية القدمين، آخذ دوش قبل خروجي، وأرتدي لباسا يشعرني بالفرح.. ويظهرني بمظهر أنيق وجذاب..
أخرج.. من المنزل دون مرافقة أحد..
أركب سيارة، نعم لأنني لا أريد أن أتأخر كثيرا عن المنزل.. أصل الي الرمال، أبدأ بممارسة المشي..
أسير.. وحدي..بدون حديث مع نفسي.
أنظر أتأمل.. أخرج الطاقة السلبية من داخلي..
أضع جوالي على التوقيت وأحتسب الوقت.. وحده يحسب لي لأنني لن أسير أكثر من ساعة..
سرت في شارع الرمال، الساعة الآن السابعة مساءا, هو وقت متأخر.. لأن التوقيت توقيت شتوي..
انتهيت من شارع الرمال الرئيس..
الآن أنا أسير في شارع فلسطين.. الشارع الممتد الطويل، يمتلأ بالناس، بالمحلات التجارية، شارع جميل..
أهرب الآن من زحمة السيارات.. إلى شارع فرعي آخر.. ممتد طويل..
يوصلني إلى شارع الوحدة..
الآن أنا أقف في آخر شارع فلسطين مفترق شارع الوحدة.. على يميني مكتبة وعلى يساري أيضا مكتبة في شارع الوحدة مدرسة بشير الريس، مدرسة ثانوية للبنات..
أتقدم أكثر وأسير، وأكمل الطريق.. الشارع هاديء جدا..
ولا أحد فيه طبعا أنا لا أسير في شارع الوحدة بل الشارع الممتد طولا...
اتحرك بسرعة وتقودني قدماي لأسرع أكثر، شيء ما ينتابني
الخوف.. الحزن.. الألم.. اضطراب دقات القلب..
أمسك هاتفي.. أريد أن أتصل.. أنظر إلى هاتفي، أمسح جبيني بمنديل من الورق.. أتراجع قليلا.. وأضع هاتفي في جيبي.. وأقول لا لن أتصل بأحد..
أواصل المسير.. ها أنا وصلت إلى المقبرة.. حيث دفنت خالتي ابن عمي ابن عمتي.. جدتي.. الكثيرين ممن رحلوا.. ترى متى سآتي بجواركم.. هل أنتم الآن سعداء..؟؟
أسرع الخطى.. ها أنا أتقدم من منزل صديقتي روان.. أراه أبتسم، أفكر هل أقوم بشراء علبة كولا.. أشربها وأنا أسير.. لأن الشارع لا يحوي الكثير من الناس فلن يراني أحد..
لكنني أستمر في السير..

ب
عد ربع ساعة اقتربت من المنزل.. ها أنا على أعتاب المصعد الكهربائي.. العرق يتصبب من وجهي، أمسح وجهي.. وأكرر الضغط على زر المصعد الكهربائي..
يصعد الآن الدرجات الأبعة شاب طويل صغير السن، فأجد نفسي أترك المصعد له، وأتابع الصعود أنا على درجات السلم.. أفتح كشاف جوالي، وأنظر على السلم لكي لا تتعثر قدماي.. أقف على باب المنزل وأنا ألهث.. يدي على المقبض.. ويدي على هاتفي أنظر كم مر من الوقت..
ساعة إلا عشر دقائق.. أبتسم، أوقف العداد.. ثُمَّ أفتح باب المنزل.. وأدخل.
لا أحد في غرفة الضيافة سوى محمد، أقول السلام عليكم..
أتقدم أخلع حذائي أضعه في الخزانة.. وأدخل غرفتي، أفتح الشبابيك، وأغلق الباب والستائر، أفتح الاضاءة والمروحة الهوائية على أعلى درجة.. أرفع غطاء الرأس.. أرتمي على السرير وأنام..

22_8_2011

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

بعدما انتحرت الفتاة الجميلة المهذبة:



بعدما انتحرت الفتاة الجميلة المهذبة:

عامًا خلفه عام، بحثوا عنها في كل مكان، لم يعثروا عليها، وعندما ملوا من البحث، كانت هي قد عادت إلى غرفتها، وتجلس على سريرها بصمت، كان الهواء يتسرب من نافذة الغرفة التي تطل على الحديقة المقابلة للمنزل..
عاد الأب حزينًا يبحث في باحات البيت بين الأشجار، بين الكتب والأقلام، بين الكلمات، عله يجد شيئا ما يدله على مكان ذهبت اليه ابنته، البنت الجميلة المهذبة..
وعندما ملت السيدة العجوز من البحث عن ابنتها في المطبخ بين الملاعق والفناجين، كانت كلما وقفت على شيء قالت: لقد صنعت لنا يوما حلوى أتذكرون طعمها، فيصمت الجميع..
وتجد كوبا جميلا بلونها المفضل الأحمر.. فتصرخ ها هو كوبها لم ذهبت وتركته..؟ كيف تركت كوبها ورحلت كانت تحبه كثيررا..
جلس الجميع أخيرا في غرفة الفتاة الجميلة المهذبة، ينظرون إلى سريرها وهي تنظر إليهم، كانت طيفًا مر في يوم الخميس على البيت فشعروا بوحشة فقدهم لإبنتهم ، فجلسوا يبحثون عنها، وهي تراقبهم بهدوء الأرواح، وعندما بكت الأم هربت روح الفتاة الجميلة المهذبة




..بكت الأم لأنها تذكرت الحادث المؤسف الذي ذهبت فيه ابنتها الجميلة إلى القبر، وبقيت روحها متعلقه بأرواحهم، وبقي الاهل لهذا اليوم وحتى وأنا أكتب الكلمات يبحثون عن روح ابنتهم في طيات الكتب، وبين الكلمات، بين سطور المذكرات، بين أدوات المطبخ، ومذاق الحلوى التي يوما ما صنعتها لهم، وبقي الجميع ليومنا هذا يذكرون رائحة عطرها الجميل قامتها الممشوقة وطيبة قلبها وعيونها الحزينة..
نور كمال
الخميس
8_9_2011

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

أحلام أنثى..

أحلام أنثى..

عندما غابت الشمس، توفي زوجها في تلك اللحظة، فأصبحت وحيدة، ليس لها إلا الحُزن، الخوف من الآتي،
وعندما أشرقت الشمس في العام الذي ولى العام الذي توفي فيه زوجها، أصبحت زوجة لرجل آخر..
زوج لا تحبه، ولا تعرفه، يرتدي وجهًا قبيحًا، لا يضحك،لا يبتسم، فقط يجلس يطلب منها أن تتمدد على السرير صامته، ويتركها بعد أن ينتهي من شهوته ويخرج غير سائل عليها..
هي فقدت إحساسها بأنوثتها، بقلبها، وأصبحت تعيش لتبكي، وتبكي لتعيش، أخذت حبوب النوم لتنسى وتنام، علها تجد في نومها حلما دافئا ينسيها همها، أو شيئا جميلا أملا حبا، أو هاتفا في المنام من زوجها الذي توفى..
لكنها لا تجد سوى هذا الزوج الذي تكره العيش معه يأتيها فيضربها كفًا على وجهها، ويطلب منها أن تحضر لهُ طعام العشاء..
فإذا ما أكل هرب لزوجته الأخرى.. تاركًا خلفهُ أنثى تتألم، تبكي، تسقط على رصيف الأرض، وجعًا وكمدًا...
تمتد الأيام، بطولها، بعرضها، بقسوتها، فتترك الأنثى، أشياءها في المنزل وتهرب إلى أحضان القبور، تبحث عن زوجها الذي توفي تاركًا خلفهُ ضلعًا مكسورا، وجناحًا مقصوصًا، لا يستطيع التحليق، أو الطيران في عالم البشر وحيدًا..
تركت ديارها، بلادها، أهلها، زوجها الوحش، وهربت لمقابر الميتين، ونامت بوداعة الأنثى فوق قبر زوجها.. باكية.. وحالما اشرقت الشمس، كانت هي.. ودعت الدنيا وابتسمت للقبر...

نور كمال.
1_9_2011
ثالث أيام عيد الفطر المبارك.. كل عام وانتم بخير.