قصاصات غزاوية
مُوَاطِنُونَ دُونَما وَطَنْ .. مُطَارَدونَ كَالعَصافيرِ عَلَى خَرَائِطِ الزَمَنْ.. مُسَافِرونَ دونَ أَورَاقٍ وموتَى دُنَما كَفنْ .. نَحنُ بَغَايا العصر .. كُلَ حاكمٍ يبيعُنا ويَقبِضُ الثَمَنْ ..!
بِلَادٌ تُعِدُ حَقَائِبَهَا للرَحِيلْ.. وَلَيْسَ هُنَاكَ رَصِيفٌ ..وَلَيْسَ هُنَاكَ قِطَارْ
الأحد، 15 يناير 2012
الرابع من كانون الثاني
الأربعاء، 26 أكتوبر 2011
الوطن شطر القلوب..بسكاكين الجغرافيا
السبت، 22 أكتوبر 2011
اكتوبر..شهر الموت أم شهر الحياة؟؟
السبت، 8 أكتوبر 2011
ذاكرة الجسد
ذاكرة الجسد
خرجت لي أحلام من تحت الماء الأزرق كسمكة دولفين جميلة وشربت معي فنجان قهوة وجسدها يقطر ماءً..
هكذا قال نزار قباني حينما انتهى من قراءة رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي..
لقد أنفقتُ من وقتي الكثير..
لأقرأ أربعمائة صفحة.. يهذي بها رجل في الخمسين مبتور اليد اليسرى، عاش الثورة والتحم بالألم الجزائري، يتحدث عن حبه لمدينته الجزائرية وعشقه لفتاة صغيرة تزوجت أخيرا برجل بنفس عمره ولكن بثروة مادية ما كان هو ليمتلكها..
رجل مبتور اليد اليسرى لكنه صاحب تجربة فنية رائعة جدا..انه يرسم بإحساسه بعشقه مدينته المهجر منها..
هاجرها قسرًا.. أو اختيارًا هذا لا يهم..
المهم هو أنني وأنا أقرأها..أصبحت لدي شهية للرسم
وأصبحت لدي شهية أيضًا لقراءة كتاب من الشعر..
الرواية بحد ذاتها في نظري ليست رواية لمعرفة الأحداث وحل العقدة وبالنهاية يأتيك الحل.. إنها هذيان رجل..أكثر ما يكون أن تكون حوار رجل مع صفحات الكتاب، إنها مجموعة مذكرات لرجل خمسيني..شهواني..فيه جنون الثورة، جنون العشق..لقد أحسن العشق..رجل عاش بعيدا عن الأسرة، عاش وحيدا..وعاد لمدينته الأولى..ليعيش وحيدا في مكان يذكره بكل شيء..
ها أنا أنتهي من قراءتها..بعد قرابة خمسة أيام..
لأول مرة أطيل قراءة رواية..
ولكنها ليست رواية..هي شعر مكتوب..هي أسطورة لمدينة، رسوم ترتسم على شكل سطور..جعلتني الرواية أقرأها بعناية..وأن أتصور أحداث الجزائر آلامها أحلامها سكانها فجورها.. وأشياء أكثر
ولكنها أفقدتني الشهية لقراءة جديدة لأحلام..قد لا يكون هذا مهما..المهم أنني الآن أريد أن ألتهم قراءة كتاب جديد..لكاتب آخر..بعيدا عن هذيان العشق...
الأربعاء، 5 أكتوبر 2011
الحنين ببعض الفلسفة..
ويصبح شيئا ما هو الذي يدعوك لتكتب، لتملأ البياض بالأسود..
شيء ما نسميه حنين..
آه هو الحنين..
ما هو تعريف الحنين ببعض الفلسفة..؟
أهناك من عرفه..؟ قبلي؟
سأعرفه بطريقتي ..أن تتوحد مع روحك وفجأة لا تجدها
أن تشتاق لأن تلمس قلبك فلا تجده..
أن تحتضن صدرك فيحزن
أن تغني فيخرج صوت من داخلك صوت مضى وسمعته من قبل يغني
أعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود
سأعطيك وغني.. فأين أنت يا صاحب ذاك الصوت؟ يأتيني فيفزعني.. يجردني من اشتياقي ليقلبه حنينا..
حنينا لعودة الماضي.. لا اشتياقا لمستقبل معك
فقط أنا الآن أحن لعودة تلك الأيام، ولو على شريط مسجل من الذكريات..
أحن لتلك اللحظات التي كنتُ أخاف نهايتها وجاءت كبرق، كشعاع شمس في يوم شتائي قارص..
أحنُ أجنُ.. وهل حنين درويش لقهوة أمه، لخبزها، كان شوقا للمستقبل بأن يجلس بالقرب من أمه وهي تصنع الخبز؟
انه حنين لتلك الأيام التي قضاها مع أمه.. يحن الي تلك اللحظات التي لو تكرم الزمان وجمعهما معا فلن يكون بنفس لذة تلك الأيام..لأن الأشياء اختلفت..والزمن تغير..وأمه كبرت..وما عادت تستطيع صنع أشياءها التي تحبها بنفس القدرة وبنفس المزاج..
السبت، 1 أكتوبر 2011
يابحر وين البحار؟
لا أشعر بمن حولي، جلست على الصخرة، في وسط لسان البحر، على شاطئ البستان، لا أتذكر أنني في هذا اليوم تحدثت، طول الوقت صامته، أصابتني هذه الأيام موجة من الهدوء والصمت، ضجيج إخوتي يعلو.. ينادون عليَّ.. يقتربون مني، طلبوا مني تصويرهم، صورت ولم تظهر سوى صور سوداء.. لعدم وجود انارة..
نور السفن من وسط البحر يظهر، كنجوم تتلألأ في البحر، لا يوجد في الليلة قمر، ولا بدر، لأن اليوم التاريخ 28 الشهر، أشعر بتعب ونعاس وضيق شديد..
عدنا إلى البستان، جلسنا على الطاولات، لعبت في جوالي تململت، شعرت بأنني أختنق وأضيق أكثر، طلبت من أخي أن نمشي معا على البحر..
وجدتُ بعدها أنني معه أسير وهو يتحدث وأنا استمع، قال لي قصصا، وقال لي حكايات، وأنا فقط استمع مرت ساعة كاملة علينا.. عدنا مجددا حيث الأهل..
صوت ما من داخلي يقول تعبت تعبت تعبت.. تذكرتُك..نعم، وتذكرت يوم أن سمعت صوت البحر وأنت هناك وأنا في البيت..عدنا الي البيت.. وجلست أكتب مذكرتي وكانت بعنوانك انت .. ترى كيف أنت؟
الأحد، 25 سبتمبر 2011
عندما أصاب بالاكتئاب..
أتاكد أنه ليس هناك شيء يمكنه إخراجي من هذا الاكتئاب إلا إذا سرتُ ليلا.. دون أن يرافقني أحد..
أسير لمدة ساعة كاملة..لا أحدث أحدا، ولا أتحدث مع نفسي.. أيضا
فقط أصمت وأنظر في وجوه الناس، في زوايا الشوارع.. في البيوت، في المحلات التجارة..
في وجه طفل يضحك.. في وجه طفلة تبكي، في وجه أطفال يتسابقون ليلا نحو البيت..
ألبس حذاء في قدمي، خفيف كأنني أسير حافية القدمين، آخذ دوش قبل خروجي، وأرتدي لباسا يشعرني بالفرح.. ويظهرني بمظهر أنيق وجذاب..
أخرج.. من المنزل دون مرافقة أحد..
أركب سيارة، نعم لأنني لا أريد أن أتأخر كثيرا عن المنزل.. أصل الي الرمال، أبدأ بممارسة المشي..
أسير.. وحدي..بدون حديث مع نفسي.
أنظر أتأمل.. أخرج الطاقة السلبية من داخلي..
أضع جوالي على التوقيت وأحتسب الوقت.. وحده يحسب لي لأنني لن أسير أكثر من ساعة..
سرت في شارع الرمال، الساعة الآن السابعة مساءا, هو وقت متأخر.. لأن التوقيت توقيت شتوي..
انتهيت من شارع الرمال الرئيس..
الآن أنا أسير في شارع فلسطين.. الشارع الممتد الطويل، يمتلأ بالناس، بالمحلات التجارية، شارع جميل..
أهرب الآن من زحمة السيارات.. إلى شارع فرعي آخر.. ممتد طويل..
يوصلني إلى شارع الوحدة..
الآن أنا أقف في آخر شارع فلسطين مفترق شارع الوحدة.. على يميني مكتبة وعلى يساري أيضا مكتبة في شارع الوحدة مدرسة بشير الريس، مدرسة ثانوية للبنات..
أتقدم أكثر وأسير، وأكمل الطريق.. الشارع هاديء جدا..
ولا أحد فيه طبعا أنا لا أسير في شارع الوحدة بل الشارع الممتد طولا...
اتحرك بسرعة وتقودني قدماي لأسرع أكثر، شيء ما ينتابني
الخوف.. الحزن.. الألم.. اضطراب دقات القلب..
أمسك هاتفي.. أريد أن أتصل.. أنظر إلى هاتفي، أمسح جبيني بمنديل من الورق.. أتراجع قليلا.. وأضع هاتفي في جيبي.. وأقول لا لن أتصل بأحد..
أواصل المسير.. ها أنا وصلت إلى المقبرة.. حيث دفنت خالتي ابن عمي ابن عمتي.. جدتي.. الكثيرين ممن رحلوا.. ترى متى سآتي بجواركم.. هل أنتم الآن سعداء..؟؟
أسرع الخطى.. ها أنا أتقدم من منزل صديقتي روان.. أراه أبتسم، أفكر هل أقوم بشراء علبة كولا.. أشربها وأنا أسير.. لأن الشارع لا يحوي الكثير من الناس فلن يراني أحد..
لكنني أستمر في السير..
بعد ربع ساعة اقتربت من المنزل.. ها أنا على أعتاب المصعد الكهربائي.. العرق يتصبب من وجهي، أمسح وجهي.. وأكرر الضغط على زر المصعد الكهربائي..
يصعد الآن الدرجات الأبعة شاب طويل صغير السن، فأجد نفسي أترك المصعد له، وأتابع الصعود أنا على درجات السلم.. أفتح كشاف جوالي، وأنظر على السلم لكي لا تتعثر قدماي.. أقف على باب المنزل وأنا ألهث.. يدي على المقبض.. ويدي على هاتفي أنظر كم مر من الوقت..
ساعة إلا عشر دقائق.. أبتسم، أوقف العداد.. ثُمَّ أفتح باب المنزل.. وأدخل.
لا أحد في غرفة الضيافة سوى محمد، أقول السلام عليكم..
أتقدم أخلع حذائي أضعه في الخزانة.. وأدخل غرفتي، أفتح الشبابيك، وأغلق الباب والستائر، أفتح الاضاءة والمروحة الهوائية على أعلى درجة.. أرفع غطاء الرأس.. أرتمي على السرير وأنام..
22_8_2011