بِلَادٌ تُعِدُ حَقَائِبَهَا للرَحِيلْ.. وَلَيْسَ هُنَاكَ رَصِيفٌ ..وَلَيْسَ هُنَاكَ قِطَارْ

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

أحلام أنثى..

أحلام أنثى..

عندما غابت الشمس، توفي زوجها في تلك اللحظة، فأصبحت وحيدة، ليس لها إلا الحُزن، الخوف من الآتي،
وعندما أشرقت الشمس في العام الذي ولى العام الذي توفي فيه زوجها، أصبحت زوجة لرجل آخر..
زوج لا تحبه، ولا تعرفه، يرتدي وجهًا قبيحًا، لا يضحك،لا يبتسم، فقط يجلس يطلب منها أن تتمدد على السرير صامته، ويتركها بعد أن ينتهي من شهوته ويخرج غير سائل عليها..
هي فقدت إحساسها بأنوثتها، بقلبها، وأصبحت تعيش لتبكي، وتبكي لتعيش، أخذت حبوب النوم لتنسى وتنام، علها تجد في نومها حلما دافئا ينسيها همها، أو شيئا جميلا أملا حبا، أو هاتفا في المنام من زوجها الذي توفى..
لكنها لا تجد سوى هذا الزوج الذي تكره العيش معه يأتيها فيضربها كفًا على وجهها، ويطلب منها أن تحضر لهُ طعام العشاء..
فإذا ما أكل هرب لزوجته الأخرى.. تاركًا خلفهُ أنثى تتألم، تبكي، تسقط على رصيف الأرض، وجعًا وكمدًا...
تمتد الأيام، بطولها، بعرضها، بقسوتها، فتترك الأنثى، أشياءها في المنزل وتهرب إلى أحضان القبور، تبحث عن زوجها الذي توفي تاركًا خلفهُ ضلعًا مكسورا، وجناحًا مقصوصًا، لا يستطيع التحليق، أو الطيران في عالم البشر وحيدًا..
تركت ديارها، بلادها، أهلها، زوجها الوحش، وهربت لمقابر الميتين، ونامت بوداعة الأنثى فوق قبر زوجها.. باكية.. وحالما اشرقت الشمس، كانت هي.. ودعت الدنيا وابتسمت للقبر...

نور كمال.
1_9_2011
ثالث أيام عيد الفطر المبارك.. كل عام وانتم بخير.

ليست هناك تعليقات: