بِلَادٌ تُعِدُ حَقَائِبَهَا للرَحِيلْ.. وَلَيْسَ هُنَاكَ رَصِيفٌ ..وَلَيْسَ هُنَاكَ قِطَارْ

السبت، 8 أكتوبر 2011

ذاكرة الجسد



ذاكرة الجسد







خرجت لي أحلام من تحت الماء الأزرق كسمكة دولفين جميلة وشربت معي فنجان قهوة وجسدها يقطر ماءً..




هكذا قال نزار قباني حينما انتهى من قراءة رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي..




لقد أنفقتُ من وقتي الكثير..




لأقرأ أربعمائة صفحة.. يهذي بها رجل في الخمسين مبتور اليد اليسرى، عاش الثورة والتحم بالألم الجزائري، يتحدث عن حبه لمدينته الجزائرية وعشقه لفتاة صغيرة تزوجت أخيرا برجل بنفس عمره ولكن بثروة مادية ما كان هو ليمتلكها..




رجل مبتور اليد اليسرى لكنه صاحب تجربة فنية رائعة جدا..انه يرسم بإحساسه بعشقه مدينته المهجر منها..




هاجرها قسرًا.. أو اختيارًا هذا لا يهم..




المهم هو أنني وأنا أقرأها..أصبحت لدي شهية للرسم




وأصبحت لدي شهية أيضًا لقراءة كتاب من الشعر..




الرواية بحد ذاتها في نظري ليست رواية لمعرفة الأحداث وحل العقدة وبالنهاية يأتيك الحل.. إنها هذيان رجل..أكثر ما يكون أن تكون حوار رجل مع صفحات الكتاب، إنها مجموعة مذكرات لرجل خمسيني..شهواني..فيه جنون الثورة، جنون العشق..لقد أحسن العشق..رجل عاش بعيدا عن الأسرة، عاش وحيدا..وعاد لمدينته الأولى..ليعيش وحيدا في مكان يذكره بكل شيء..




ها أنا أنتهي من قراءتها..بعد قرابة خمسة أيام..




لأول مرة أطيل قراءة رواية..




ولكنها ليست رواية..هي شعر مكتوب..هي أسطورة لمدينة، رسوم ترتسم على شكل سطور..جعلتني الرواية أقرأها بعناية..وأن أتصور أحداث الجزائر آلامها أحلامها سكانها فجورها.. وأشياء أكثر




ولكنها أفقدتني الشهية لقراءة جديدة لأحلام..قد لا يكون هذا مهما..المهم أنني الآن أريد أن ألتهم قراءة كتاب جديد..لكاتب آخر..بعيدا عن هذيان العشق...

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

مرحبا :

كلماتك أكثر من رائعة بس لازم أقرأ ذاكرة الجسد ..

NOUR Kamal يقول...

أهلين سكر
هيا جميلة، لكن زي ما حكيت فيها شي خلاني أمل كتير لأنو سرد بدون مفاجأة أو عقدة