بِلَادٌ تُعِدُ حَقَائِبَهَا للرَحِيلْ.. وَلَيْسَ هُنَاكَ رَصِيفٌ ..وَلَيْسَ هُنَاكَ قِطَارْ

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

الوطن شطر القلوب..بسكاكين الجغرافيا

الوطن شطر القلوب..بسكاكين الجغرافيا




هذا الوطن المشطور.. الممزق بأيدينا، الكبير بقلوبنا، هذا الوطن العالق في أذهاننا، بجنوبه بشماله بشرقه، وبغربه حيث نعيش، هذا الوطن الذي جعلنا ندرك أننا بحاجة إلي زواياه، والي ذاكرة شارعه، ليقول لنا من نحن..

هذا الوطن الذي يذكرني بك، ويذكرني بأن حكاية الورق التي عشناها برهة من الزمان انتهت، يذكرني دائما أننا قسمنا قلوبنا لشطرين كما هو مقسوم، شطر هُناك حيث تقطن، وشطر عندي حيث أنا أقطن..

وعندما نلخص حكايتنا، لشارع المدينة الكبير الذي لم يجهز بعد، وللبحر الذي ينتظر مرورنا عليه ليكبر، لا نجد ما نلخص به حكايتنا.. سنلخص ماذا؟


وجعنا؟ شوقنا؟ رحلتك في قلبي؟ أم سنلخص قبلاتنا على القبر؟ نعم لقد قبرنا هذا الشوق، قبرنا هذا الحب، قبرناه وهو جنينًا.. خشينا منه نحنُ الاثنان أن يكبر، خشينا منه إن أصبح طفلًا.. خشينا على هذا الحب أن يصبح رضيعًا، ويكبر، ويمشي على أقدامه.. ثم يدرك أن نهايته الموت حتمًا..

قبرنا حكايتنا حيث نحن.. لأن هذا الوطن المشطور نصفين، يشطرنا نحنُ أيضا، لأن شيئا ما حتمًا سيأتي من أجل أن ينهي حكايتنا حتى وإن بقيت في حيز مغلق أنا وأنت فيه، سيأتي من سيمحوني من ذاكرتك، ولكنه لن يأتي.. من يمحوك من ذاكرتي، من تفاصيلي، من أشيائي، من وطني، لأنك وطني.. شمسي.. وتاريخي المشرد.

ليست هناك تعليقات: